المعراج النبوی وأثره فی رسالة الغفران ورسالة التوابع والزوابع «دراسة موازنة»

2016 
إن فکرة الخروج من هذا العالم والرحلة إلى السماء ومنها إلى الجنة والجحیم متأثرة بالمعراج النبوی، قد ظهرت فی الأدب العربی فی شکلها القصصی والأسطوری فی القرن الخامس الهجری. وإن کانت بوادر هذه الرحلات وخلفیتها ترجع إلى ما قبل الإسلام. فقد جاء فی النصوص الفهلویة أن أول من قام بالرحلة المنامیة إلى السماء هو زرادشت. أما معظم هذه الأسفار الخیالیة فی الأدبین الفارسی والعربی فقد تحققت بعد بزوغ شمس الإسلام وحادثة المعراج النبوی. بعد هذه الواقعة الکبرى، استوحى الأدباء والشعراء من قصة المعراج وأدب الإسراء وأبدعوا الأساطیر والقصص الناشئة من خیالهم وفکرهم وخلقهم ومعتقداتهم والتی جرت حوادثها فی عالم الخیال. فمن أبرز هذه القصص السائرة فی الأدب العربی رسالتان: إحداها: رسالة الغفران "لأبی العلاء المعری". والثانیة: رسالة "التوابع والزوابع" لابن شهید الأندلسی. أما الغایة التی تصبو إلیها هذه الدراسة فهی الکشف عن مدى تأثر هاتین الرسالتین بالمعراج النبوی وعن تأثر أحد الکاتبین بالآخر والخلفیة التاریخیة للأسفار الخیالیة. وأما فیما یتعلق بالمنهج المتبع فی المقال بالنسبة إلى طبیعة مثل هذه الدراسات فاتبعنا المنهج التحلیلی- الوصفی. والنتائج تدل على أن هذه الرحلات الثلاث تتوافق معا بأنها رحلة إلى العالم الآخر وإن کان السفر فی هاتین الرسالتین خیالیا وفی معراج النبی (ص)حقیقیا. وأن کثیرا ممن أبدعوا آثارا فی إطار الفن القصصی فی الأدبین العربی والفارسی تأثروا بقصة المعراج النبوی (ص) شکلا ومضمونا کما تأثرت هاتین الرسالتین من قصة المعراج النبوی (ص) تأثرا لا ینکر.
    • Correction
    • Source
    • Cite
    • Save
    • Machine Reading By IdeaReader
    0
    References
    0
    Citations
    NaN
    KQI
    []