جمالیات توظیف المرأة والحب فی القصیدة الأدونیسیة بین النظرتین الصوفیة والسوریالیة (تحولات العاشق نموذجاً)

2018 
أقبل الشعراء العرب المعاصرون على توظیف الصوفیة فی شعرهم یمزجونها بالاتجاهات الأدبیة الحدیثة. وهذه النزعة التی یمکن اعتبارها نوعا من الرجوع إلى الماضی أو التأصیل تتجلى فی شعر أدونیس. ویحاول هذا البحث دراسة مبدأین مشترکین بین الصوفیة والسوریالیة ألا وهما الحب والمرأة فی قصیدة "تحولات العاشق" معتمدا على المنهج الوصفی-التحلیلی مبرزا کیفیة تمازجهما فی الشعر وجمالیة هذا العمل. أما من أهم ننتائج البحث فیمکن الإشارة إلى حرکة الصوفیة والسوریالیة فی الشعر جنبا إلى جنب. ویؤکد الشاعر فیه على الحب والمرأة بوصفهما عنصرین مشترکین فی الصوفیة والسوریالیة مصورا المرأة فی هیأة الخالق والمخلوق أو أرضیة وباطنیة أحیانا. ویکون الحب من الطرق التی یتوحد الحبیب/الصوفی مع الحبیبة/الله/المطلق. وتسمى هذه الوحدة فی الصوفیة بـ"وحدة الوجود" وفی السوریالیة بـ"النقطة العلیاء" یذوب فیها الاختلافات العرفیة متحولة إلى الائتلاف. ویبحث الشاعر عبر توظیف الحب والمرأة فی هذه القصیدة عن أن یغیر النظرات السائدة المترسخة فی المجتمعات العربیة والإسلامیة. فلا یرى الشاعر المرأة عنصرا هامشیا بل إنها العنصر الأساس للکون والخلق وتقدر على أن تخلق وتحل محل الله/المطلق فی المنظور الصوفی والمجهول فی الفکر السوریالی. کما أن الحب هو مفتاح للوصول إلى الحیاة الخالدة المستمرة، ویمکن للمرء والمرأة أن یبقیا فی عالم الخلد بعد أن تذوقا الحب الذی هو مفتاح المعرفة. فالمرء یمکن أن یصل إلى المطلق عبر حب المرأة، کما أنها طریقه إلى معرفة نفسه. فیبتغی الشاعر أن یکتشف الوجود عبر جسد المرأة، وینوی أن یبلغ اللامرئی عبر فهمه المرئی/الجسد. فالمرأة هی قنطرة للوصول إلى المعرفة الحققة، ولم تتحقق هذه المعرفة إلا باللجوء إلى الحب الذی یحیی الإنسان.
    • Correction
    • Source
    • Cite
    • Save
    • Machine Reading By IdeaReader
    0
    References
    0
    Citations
    NaN
    KQI
    []