الخصائص الاقتصادية الاجتماعية لواقع الصيد وصيادي الأسماك في خليج العقبة/الاردن

أجريت دراسة تحليلية لواقع الصيد والخصائص الاجتماعية والاقتصادية لصيادي الاسماك العاملين على ساحل خليج العقبة الأردني خلال عام واحد (2013-2014) بالإضافة إلى الاعتماد على سجلات الصيد للأعوام السابقة بدءا بعام 2010. تم تصميم استبانات متعددة شملت ما يقارب 160 صيادا ينتمون الى 129 عائلة، لتتبع وتحليل واقع الصيد في العقبة، وكذلك الخصائص الاجتماعية والاقتصادية لشريحة الصيادين. دلت النتائج بعد تحليلها احصائيا، أن الصيد في العقبة يتبع الطرق التقليدية، وان كمية المصيد السنوية (200-300 طن) لا تكاد تفي بالحاجات الأساسية للمتطلبات الاقتصادية لهذه الشريحة من المجتمع. وقد يكون ذلك، بسبب ضعف المخزون السمكي في خليج العقبة، كونه ضيقا وشبه مغلق، وكنتيجة لازدياد الضغوط البيئية المتعددة والناجمة عن النشاط الاقتصادي الذي تشهده المنطقة. كما اوضحت نتائج الدراسة، ان الغالبية من الصيادين (70%) تعتمد على مهنة الصيد كمصدر اساسي للدخل وأن ضعف عوائد صيد الأسماك انعكس سلبا على البعد الاقتصادي للصيادين، حيث وجد، أن هناك تدنيا في الظروف المعيشية اليومية والممارسات الحياتية ويشمل ذلك الاقبال على التعليم للفئة العمرية اليافعة، نظرا لحاجة رب الاسرة لمساعدة الابناء في هذه المهنة. ومع ذلك، فقد وجد ان نسبة قليلة من الصيادين (20%) تتمتع بدخول معقولة (15-20 دينار يوميا)، نتيجة اعمال اخرى تعتمد على البيئة البحرية، مثل امتهان سوق القوارب السياحية أو العمل في الموانئ وذلك بالتزامن مع مهنة الصيد. ويمكن الاستنتاج هنا، بضرورة العمل على زيادة الانتاج السمكي ربما بتوسيع رقعة الصيد لتتعدى المياه الاقليمية الأردنية مما يحتاج إلى اتفاقيات خاصة مع الدول المجاورة ورفع كفاءة قوارب الصيد والأدوات المستخدمة أو بتنشيط الاستزراع البحري لرفد عوائد الصيد وبالتالي الحفاظ على هذه الشريحة من المجتمع كإرث ثقافي وحضاري في منطقة العقبة. وكذلك، ابراز مهنة الصيد وبيئة الصيادين لتكون مصدرا للدخول المرتبطة بالسياحة البيئية البحرية نظرا لأهمية المنطقة اقتصاديا في الأردن. وكذلك العمل على ادماج عائلات الصيادين في العقبة، ضمن أولويات برامج التنمية الاجتماعية والتراثية التي ترعاها سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.